Welcome to samer hoom
Translation

الاجناس البشرية العربية واقسامها

الاجناس البشرية العربية واقسامها

الحلقة السادسة

الجنس العربي الذي يعيش في شبه جزيرة العرب هو أحد الأجناس
السامية , وأكثرها محافظة على خصائص الساميين , ويتكلم اللغة العربية , وهي إحدى اللغات السامية ,وأكثرها محافظة على خصائص اللسان السامي(1).

ويكاد يتفق الرواة والإخباريون وعلماء الآنساب على تقسيم العرب إلى
قسمين رئيسيين ؛ عرب بائدة , وعرب باقية, والعرب الباقية تنقسم بدورها إلى قسمين ؛ عرب عاربة , وعرب متعربة أو مستعربة.

فالعرب البائدة هم القبائل العربية القديمة التي بادت وهلكت ,؛ ولم نعد
نعرف لها باقية ‏ أى أعقاب وذرية ‏ ولكن لها آثار حضارية لا تزل باقية حتى الآن ؛ ومن هؤلاء , قبائل عاد وثمود , وطسم وجديس , وأميم وعبيل , وجرهم والعماليق , وحضور أو مدين وغيرهم (2).

أما العرب الباقية , وهم الذين لا تزال تتسلسل أعقابهم وذريتهم في شبه
جزيرة العرب , وفي البلاد القريبة منها , والتي كان العرب قديماً يهاجرون إليها , مثل العراق والشام , ثم في البلاد التي فتحها المسلمون بعد ظهور الإسلام ‎ ,‏ إضافة إلى العراق والشام ‏ مثل مصر وشمال أقريقيا , وبلاد فارس وآسيا الوسطى … إلخ.

وهؤلاء هم الذين ينحدرون من العرب العاربة ؛ أي أبناء قحطان ,
ويعرفون بالقحطانيين , وجدهم يعرب بن قحطان , وموطنهم الأصلي اليمن ومن العرب المستعربة وهم أبناء معد بن عدنان » وهؤلاء يتصل نسبهم
بإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام , ويعرفون بالعدنانيين, وموطنهم الأصلي منطقة الحجاز , الواقعة فى الجزء الشمالي الغربي من شبه جزيرة العرب , ثم انتشروا فى بقية أجزائها , مثل نجد والآجزاء الشمالية الشرقية , والساحل الغربي للخليج العربي.

وينبغي أن نلقي الضوء على هذه الأقسام , ولنبدأ بالعرب البائدة,
وسنقتصر فقط على عاد وثمود , لأنهم ذكروا في القرآن الكريم أكثر من
غيرهم , في مواضع كثيرة , وأفاض في ذكر ما حل بهم من كوارث ونكبات , ويسوق ذلك مساق الاعتبار.

عاد : هم قوم هود , عليه السلام , وقد ذكرهم القرآن الكريم في أكثر من موضع,وهناك سورة كاملة تحمل اسمه, وهى سورة هود.

وأخرى تحمل اسم المكان الذي كانوا يعيشون فيه ؛ وهو الأحقاف,حيث يقول تعالى :(وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ)سورة الاحقاف اية 21, والاحقاف, او الربع الخالي ,تقع في جنوب شرق شبه جزيرة العرب.

ومن خلال حديث القرآن.الكريم ,عن عاد , نفهم أنهم كانوا يعيشون
حياة رغدة , وأن بلادهم كانت أرض خصب وزروع, تجري فيها أنهار وعيون , وأنهم شيدوا المصانع الضخمة , وأقاموا المتاجر الكبيرة ؛ ووصلت عمارتهم إلى درجة عالية من الرقى , حتى إن عاصمتهم إرم ذات العماد وصفت بأنها لم يخلق مثلها في البلاد قال تعالى(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8))سورة الفجر ابة 6_ 8.

وقد اعطانا القران الكريم صورة كاملة ,في أواخر وأبلغ عبارة عن حياتهم, في سورة الشعراء,حيث قال تعالي:(كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ *إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ *إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ *فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ *وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ*أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ*وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ*وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ*فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ*وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ*أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ*وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ*قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ*إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ*وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ*فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ)سورة الشعراء اية 123_139.

فهم كانوا ‏ إذن ‏ أشداء أهل بطش وبأس , وبناة حضارة ومدنية , وهذا
لا يتأتى إلا إذا كانت في أرضهم مقومات الحضارة , ومن أهمها الماء الذي هو أساس كل شىء حىً , وهذا ما يؤكد ما يذهب إليه بعض العلماء من أن شبه جزيرة العرب كانت من قديم الزمان مليئة بالأنهار, وأنها كانت مؤطن الجنس السامى كله ؛ بل كانت منطقة جذب سكاني , لما فيها من خيرات , ثم طرأ عليها الجدب والجفاف والتصحر , فتحولت من منطقة جاذبة إلى منطقة طاردة للسكان , ومن ثم حدثت الهجرات العربية إلى مناطق الخصب القريبة منها , مثل العراق والشام.

ظل عاد , قوم هود , يعيشون هذه الحياة الرغدة » إلى أن جاءهم أخوهم
هود برسالته , ودعاهم إلى توحيد الله سبحانه وتعالى , كما أخبرنا القرآن

الكريم حيث يقول (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ (50) يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡ‍َٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (51) وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ (52) قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةٖ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ (53) إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ (54) مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ (56) فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡ‍ًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ (57) وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا هُودٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَنَجَّيۡنَٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ (58) وَتِلۡكَ عَادٞۖ جَحَدُواْ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ (59) وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ عَادٗا كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّعَادٖ قَوۡمِ هُودٖ (60) )سورة هود اية 50_60 .

فالقوم كانوا أهل وثنية , يعبدون ألهة متعددة , وتمسكوا بها , واتهموا هودا_ ‏ عليه السلام ‏ بالجنون, لما دعاهم إلى توحيد الله تعالى , وترك عبادة الأصنام , ولما لم يستجيبوا له تبرأ منهم ومن شركهم , وأشهد الله تعالي على ذلك . عندئذ حق عليهم العذاب , وجاء أمر الله بإفنائهم في الدنيا . وفى الآخرة ينتظرهم عذاب أليم ؛ ولم ينج منهم إلا هود والذين آمنوا معه , قال تعالى:(كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ (6) سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ (7) فَهَلۡ تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٖ (8))سورة الحاقة 4_8 .

ثمود : تكاد تجمع المصادر العربية على أن مساكن ثمود , قوم صالح عليه السلام ‏ كانت في منطقة الحجر ‏ الواقعة بين الحجاز والشام (3) ؛ والتي
تعرف الآن بمدائن صالح , وذهبت قلة من الباحثين إلى أن مساكنهم كانت
باليمن , وذلك لارتباط قصتهم وتاريخهم بقصة وتاريخ عاد قوم هود , الذين كانوا يسكنون منطقة الأحقاف , فى جنوب شرق شبه جزيرة العرب وهى متاخمة لحدود اليمن , فلما ملكت حمير أخرجتهم من اليمن إلى الحجاز . وهذا الافتراض يبدو بعيدا عن الصواب .؛ لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن الثموديين قد عاشوا فى شمال غرب شبه جزيرة العرب , منذ أعماق التاريخ ‏وتركوا آثارا ونقوشاً كثيرة تدل عليهم في تلك المنطقة , وقصتهم أوضح بكثير,من قصة عاد قوم هود فمنذ القرن الثامن قبل الميلاد , والنقوش الأشورية,تتحدث عنهم , كما تحدثت عنهم كتابات مؤرخي اليونان والرومان(4)

وقد ذكرهم القرآن الكريم في كثير من سوره , وهناك سورة: كاملة
سميت باسم المكان الذي كانوا يعيشون فيه وارتبط تاريخهم به ؛ وهي سورة الحجر , وتوضح لنا الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عنهم , أنهم كانوا على يحافظوا على هذه النعم , وكفروا بالله تعالى, وكذبوا نبيهم صالحاً عليه السلام , دمرهم وأهلكهم . قال تعالى في سورة الأعراف:(وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ (73) وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ وَبَوَّأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورٗا وَتَنۡحِتُونَ ٱلۡجِبَالَ بُيُوتٗاۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (74) قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ لِمَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُمۡ أَتَعۡلَمُونَ أَنَّ صَٰلِحٗا مُّرۡسَلٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلَ بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ (75) قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا بِٱلَّذِيٓ ءَامَنتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ (76) فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ وَقَالُواْ يَٰصَٰلِحُ ٱئۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (77) فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ (78) فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ (79))سورة الاعراف اية 73_79 .

ثم تحدث عنهم القرآن الكريم في سورة الشعراء أيضاً حديثاً مستفيضاً
الايات 141 — 158 مصوراً حياة الترف والبذخ التي كانوا يعيشونها ,
وكيف كانت عاقبتهم لما كذبوا نبيهم صا لحا عليه السلام .
لقد أوجزنا القول عن عاد وثمود ‏ لأن المقام لا يتسع للإطالة ‏ وأضربنا
عن ذكر بقية العرب البائدة للسبب نفسه , لأن في ذكر قصة عاد وثمود ما يكفي للدلالة على أن شبه جزيرة العرب كانت في قديم الزمان موطن رسالات سماوية توحيدية ,وحضارات قوية راسخة ومزدهرة » ومن ثم فهي جديرة بأن تكون مبعث خاتم الأنبياء, محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

ْ العرب الباقية :

وينقسمون إلى قسمين, عرب عاربة , وعرب مستعربة ؛ أما العرب
العاربة فهم الذين ينحدرون من نسل يعرببن قحطان بن عامر بن شالح بن أرفخشز بن سام بن نوح(5)

وأما العرب المستعربة , فهم الذين ينحدرون من نسل معد بن عدنان .
والإخباريون يرفعون نسب عدنان إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ,ويقال لهم العدنانيون , أو النزاريون , أو المعديون , نسبة إلى عدنان أو نزار أو معد , وهم من صلب إسماعيل , من امرأته رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي , وقيل لهم العرب المستعربة , لأنهم انضموا إلى العرب العاربة ‏ أي القحطانيين ‏ وأخذوا العربية منهم , فصار نسلهم من العرب واندمحوا إسماعيل العربية , وفيها ولد أولاده فهي المهد الأول للإسماعيليين (6)” .

وسنخص كلا من هذين القسمين ( العرب العاربة ‏ والعرب المستعربة )
بحديث موجز نقص فيه بعض أخبارهم ودولهم وإسهاماتهم الحضارية إلى
ظهور الإسلام , وسنبدا بالعرب العارية .

العرب العاربة:

ويطلق عليهم أحياناً القحطانيون , وهم العرب الخلّص , الذين ينتسبون
إلى يعرب بن تحطان , الذي يقول بعض الإخباريين , أنه أول من نطق باللغة العربية . وموطنهم الأصلي بلاد اليمن ,وهي الجزء الجنوبي الغربي من شبه جزيرة العرب . وقد تعددت وتشعبت قبائلهم من أصلين كبيرين هما : حمير وكهلان, كما تعددت وتشعبت قبائل العدنانيين , من ربيعة ومضر .
وقد عاش العرب القحطانيون في اليمن حياة رغدة سعيدة , وقامت لهم
دول , وبنوا حضارات, ومن أشهر دولهم وممالكهم , مملكة معين , ومملكة
قتبان , ومملكة حضرموت , ومملكة سبأ, ومملكة حمير , وسنقتصر على إعطاء نبذة عن تاريخ كل من المملكتين الأخيرتين , لأن هذا الكتاب ليس مخصصاً لدراسة تاريخ العرب قبل الإسلام ‏ فهذا موضوع كبير ويحتاج إلى مؤلف خاص – وإنما نذكر فيه من تاريخ العرب القديم ما يكفي لتصوير حياتهم بإيجاز من شتى جوانبها » السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية قبل الإسلام ,ليتسنى لنا معرفة كيف كان العرب قبل الإسلام , وكيف أصبحوا بعد أن شرفهم الله تعالى بالإسلام.

________________________________________________________________________________________________________________

(1)د .جواد علي ,المرجع السابق ج11 ص294 وما بعدها.

(2)المرجع السابق ج1 ص295 .

(3)د .جواد علي ,المرجع السابق ج1ص326 .

(4)د .محمد بيومي مهران ,المرجع السابق ص165_166 .

(5)د .جواد علي ,المرجع السابق ج1 ص354 .

(6)المرجع السابق ج1 ص375 .

Share the post

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الديكوروالمنزل
اعلان
تصنيفات
اعلان