Welcome to samer hoom
Translation

الامارات العربية في العراق والشام والتاريخ الاسلامى فى عصر النبوة

الامارات العربية في العراق والشام والتاريخ الاسلامى فى عصر النبوة

الحلقة التاسعة

الامارات العربية في العراق والشام

استكمالا لرسم صورة عامة عن الوضع السياسي للعرب قبل الإسلام ؛
نعرف ببعض الإمارات العربية التى قامت فى شمال شبه الجزيرة العربية
الشرقي والغربي , وسنكتفي بالحديث عن إمارة المناذرة في العراق , وإمارة الغساسنة في الشام.
وهاتان الإمارتان , تكونتا من قبائل اليمن التي هاجرت إلى المناطق
الخصيبة فى العراق والشام بعد تدهور الأحوال الاقتصادية في اليمن.

امارة المناذرة في الحيرة(1)

كونت هذه الإمارة فى الجزء الجنوبي من العراق ؛ المتاخم للحدود
الشمالية الشرقية لشبه جزيرة العرب , وقد أسسها المناذرة اللخميون . أو إن شئنا الدقة أنشأها الفرس , لحماية حدود بلادهم من عدوان وإغارات القبائل العربية على قرى الحدود الفارسية ونهبها .

ولم تقتصر دوافع الفرس من وراء إقامة إمارة المناذرة على حماية حدود
الدولة الفارسية من إغارات القبائل العربية ,بل أرادوا أن تكون عونا لهم في صراعهم التقليدي مع دولة الروم .
على كل حال قامت على حدود شبه جزيرة العرب الشمالية الشرقية
إمارة عربية في كنف الفرس, وتحت سيطرتهم وفي خدمة مصالحهم . وإذا كانت بداية تلك الإمارة العربية يكتنفها الغموض , فمن الواضح أنها كانت قائمة , بل ومزدهرة في القرن الثالث الميلادي(2) , واستمرت تؤدي دورها المرسوم لها , وتحقق أهداف الفرس من قيامها , حتى تنال رضاهم , ولذلك دخلت في حروب كثيرة مع أبناء عمومتها من الغساسنة , الذين كانوا بدورهم في خدمة الروم , ويؤدون لهم نفس الخدمات التي كان المناذرة يؤدونها للفرس.
وقد سجلت لنا مصادر تاريخ العرب قبل الإسلام (3) . وكذلك كتب الأدب
العربي القديم , أسماء كثيرة من سلسلة ملوك الحيرة كانوا أشهر من غيرهم وأعلى ذكرا , مثل عمرو بن عدي 268_288م(4) . والمنذر بن ماء السماء .
والنعمان بن المنذر , وقد ازدهرت إمارتهم , وأصبيحت عاصمتهم ,. الحيرة مدينة فى غاية البهاء والثراء والترف ,وتفننوا فى بناء القصور , وكانت قصور الخورنق والسدير حديث الناس لجمالها وعظمتها ,وقصدهم شعراء العرب يمدحونهم , التماسا لهباتهم وعطاياهم , وفي أواخر أيامهم ‏ قبيل ظهور الإسلام بقليل ‏ بدأت علاقتهم بالفرس تتبدل , ويشوبها النفور ,, بل العداء, فقرر الفرس أن حكم إمارة الحيرة لا ينبغي أن يستمر خالصاً للعرب ؛ بل لا بد أن يكون حكما مشتركا , بين حاكم عربي وآخر فارسي , فعينوا حاكماً عربياً جديداً , هو إياس بن قبيصة للإمارة , وأشركوا معه حاكما فارسياً .
وهكذا خيل لكسرى فارس أنه رتب أوضاع أكثر تبعية له , بل خاضعة خضوعاً مطلقاً ‏ ولكنه لم يكن يدري أن الأمور كانت تجري فى شبه جزيرة العرب بما لا يخطر له على بال ,فقد بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وظهر الإسلام وانتشر , وتأسست دولة الإسلام القوية الفتية ,
التى ستغير كل الأوضاع في المنطقة , فبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى , وفى خلافة أبى بكر الصديق ,رضى الله عنه انطلقت الفتوحات الإسلامية , وكانت إمارة الخيرة من أول المناطق التى فتحها سيف الله خالد بن الوليد رضى الله عنه .
وضمها إلى دولة الإسلام , ولم يلبث المسلمون أن فتحوا بلاد فارس نفسها في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضى الله عنه, وبدأ للمنطقة , بل للعالم تاريخ جديد.

امارة الغساسنة(5)

نشأت إمارة الغساسنة فى جنوب الشام , نشأة شب شبيهة بنشأة إمارة المناذرة فى الحيرة ,وهم في نفس الوقت أبناء عمومة . هاجروا من اليمن في فترات متقاربة (6) . فاستقر المناذرة في العراق والغساسنة في الشام ولعل من أول القبائل العربية التي استقرت في الشام قبائل قضاعة , وأول
من بدأ يكون إمارة منهم الضجاعمة , نسبة إلى جدهم ضجعم بن سليم , وقد ظل الضجاعمة يلون أمر العرب في المناطق الحنوبية من بلاد الشام , حيث شهدت مناطقهم هجرات قبائل عربية من أولاد جفنة الذين اشتهروا في التاريخ باسم الغساسنة ..وسبب هذه التسمية , كما يذكر المورخون(7) . أن أولاد جفنة حطوا رحالهم حول بئر كان يسمى غسان ؛ فنسبوا إليه , استطاع أولاد جفنة هؤلاء أن يغلبوا الضجاعمة على أمرهم , وأن يسلبوا منهم سلطانهم وأن يؤسسوا لهم ملكا بالشام علي حسابهم ,تحت زعامة جفنة بن عمر ,وقد بارك الروم هذا التغيير وأيدوه ؛ لأنهم رأوا في الغساسنة قوة جديدة فتية , قد تكون أنشط في خدمة مصالحهم من الضجاعمة , فكل ما كان يهمهم أن يقوم بعض العرب بحماية حدودهم ضد هجمات القبائل العربية , والدفاع عن تلك الحدود ضد أى هجوم فارسى.

فما دام هذا الدور قائما, فلا يهم إن كان الذي يقوم به الضجاعمة أو
الغساسنة .
وقد استمر الغساسنة فى -خدمة الروم , وحراسة حدودهم . وتوالى
الملوك منهم , وازدهر عصرهم , وأشرقت أيامهم وكانت عاصمتهم التي كانت تسمى جلق – وهي دمشق الحالية _ مقصد الشعراء لمدح الأمراء , ونيل عطاياهم , ومن هؤلاء الشعراء الذين قصدوهم ومدحوهم حسان بن ثابت الأنصاري ‏ الذي سيصبح شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم, بعد ظهور الإسلام .
فقد كان حسان صديقاً لملوك آل غسان , وهو وهم ينتمون إلى أرومة يمنية
واحدة , وكانوا هم يكرمونه ويقدمونه على غيره من الشعراء , ومن قوله فيهم :


لله در عصابة نادمتهم يوما............ بجلق فى الزمان الأول
بيض الوجوه كريمة أحسابهم ...........شم الأنوف من الطراز الأول

ومن أشهر ملوك أولاد جفنة , الحارث بن جبلة , والمنذر بن الحارث , وجبلة بن الأيهم . الذي كان آخر أمرائهم , وقد ظلت إمارة الغساسنة قائمة )حتى ظهور الإسلام . وبعد وفاة الرسول ؛ فتح المسلمون الشام كله . وأنهى الإسلام سيطرة الفرسن والروم على بلاد العرب : وحررهم من حكم اجنبى بغيض.

________________________________________________________________________________________________________________

(1)أنظر عن نشاة امارة الحيرة وتطورها ومصيرها , الفصل في تاريخ العرب للدكتور جواد على ج 3 ص155 ومابعدها.

(2)د.محمد مهران , المرجع السابق ص581.

(3)المرجع السابق ص581

(4)المرجع السابق ص581

(5)أنظر عن نشاة مملكة الغساسنة وتطورها ومصيرها : المفصل في تاريخ العرب , مصدر سابق ج3 ص387 وما بعدها.

(6)د.محمد بيومي مهران , مرجع سابق ص 564

(7)المفصل فى تاريخ العرب ,مصدر سابق ج3 ص387 وما بعدها.

Share the post

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الديكوروالمنزل
اعلان
تصنيفات
اعلان