Welcome to samer hoom
Translation

فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة

فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمْ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ

الحديث القدسى الثالث عشر

On the authority of Adiyy ibn Hatim (may Allah be pleased with him), who said:I was with the Messenger of Allah (may the blessings and peace of Allah be upon him) and there came to him two men: one of them was complaining of penury (being very poor), while the other was complaining of brigandry (robbery). The Messenger of Allah (may the blessings and peace of Allah be upon him) said: As for brigandry, it will be but a short time before a caravan will [be able to] go out of Mecca without a guard. As for penury, the Hour (Day of Judgement) will not arrive before one of you takes his charity around without finding anyone to accept it from him. Then (1) one of you will surely stand before Allah, there being no screen between Him and him, nor an interpreter to translate for him. Then He will say to him: Did I not bring you wealth? And he will say: Yes. Then He will say: Did I not send to you a messenger? And he will say: Yes. And he will look to his right and will see nothing but Hell-fire, then he will look to his left and will see nothing but Hell-fire, so let each of you protect himself against Hell-fire, be it with even half a date – and if he finds it not, then with a kind word. (1) i.e. at the time of the Hour. It was related by al-Bukhari.

عَنْ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: “كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَةَ(، وَالْآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ. وَأَمَّا الْعَيْلَةُ، فَإِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، لَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلَا تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمْ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ”.

رواه البخاري

الشرح

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يحُثُّ أصحابَه على المُسارَعةِ إلى الخَيراتِ وعمَلِ الصَّالحاتِ، ويُرَغِّبُهم ويُرَهِّبُهم بما عندَ الله مِن جنَّةٍ ونارٍ.
وفي هذا الحديثِ يَروي عَدِيُّ بنُ حاتمٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاء إليه رجُلانِ يَشْكوانِ؛ فأمَّا الأوَّلُ فشَكَا العَيْلةَ، وهي: الفقرُ والفاقَةُ، وأمَّا الآخَرُ: فشَكَا قَطْعَ السَّبيلِ، أي: قَطْعَ الطَّريقِ باللُّصوصِ، فطَمْأنَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّه لا يأتي عليك إلَّا قليلٌ مِن الزمَنِ حتَّى تخرُجَ العِيرُ -والمرادُ بها القافِلةُ- إلى مكَّةَ بغيرِ خَفيرٍ -وهو: المُجيرُ الَّذي يَكونُ القَومُ في ضَمانِه وذِمَّتِه- بسببِ انتِشارِ الأمانِ، وهو ما حدَث بانتشارِ الإسلامِ.
ثمَّ بيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للآخَرِ أنَّه لا تقومُ القِيامةُ حتَّى يعُمَّ الغِنى والثَّراءُ؛ فهو مِن علاماتِها وأشراطِها، وقيل: هو زَمانُ المَهْديِّ ونُزولِ عيسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وحتَّى يَطوفَ الرَّجُلُ بصدَقتِه ويَدورَ بها على النَّاسِ فلا يجِدُ مَن يَقْبَلُها؛ وذلك لكثرةِ المالِ في أيدي النَّاسِ، وقيل: لأنَّ الناسَ يَصيرُون راغِبينَ في الآخرةِ، تارِكينَ الدُّنيا، ويَقنَعون بقُوتِ يَومٍ، ولا يَدَّخِرون المالَ.
ثمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه في يومِ القِيامةِ سيَقِفُ العبدُ بيْنَ يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ ليس بيْنَه وبيْنَه حائلٌ، ويُكَلِّمُه مباشرةً بدُونِ واسطةٍ أو تَرْجُمانٍ، ويقولُ له ربُّه سُبحانَه: ألَم أُوتِكَ مالًا؟ ألم أُرسِلْ إليك رسولًا؟ فيقولُ مانعُ الزَّكاةِ: بَلى؛ إقرارًا منه بأنَّه قد أَرسَلَ رسولًا، وأخبَر النَّاسَ بأنَّ الزَّكاةَ مِن أركانِ الإسلامِ، ومِن حُقوقِ الفُقراءِ الَّتي كلَّفَه اللهُ بها، فيَنظُرُ عن يَمينِه فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنظُرُ عن شِمالِه فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، فعندَ ذلك يتأكَّدُ المانعُ أنَّه قد حاقَ به العذابُ بسبَبِ شُحِّه وبُخلِه.
ثمَّ أمَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ واحدٍ مِن المُسلِمينَ أن يجعَلَ بيْنَه وبيْنَ النَّارِ حاجِزًا مِن الصَّدقةِ، ولو أنْ يَتصدَّقَ بنِصفِ تمرةٍ، فإنْ لم يجِدْ ما يتصدَّقُ فلْيَتصدَّقْ بِكَلمةٍ طيِّبةٍ تَطِيبُ بها النَّفْسُ، وفيها تطييبٌ لقُلوبِ الناسِ، وهذا يدُلُّ على أنَّ الكَلمةَ الطَّيِّبةَ صَدَقةٌ يُتَّقى بها النَّارُ، كما أنَّ الكَلمةَ الخَبيثةَ تُستوجبُ بها النَّارُ؛ فعَلَى المسلِمِ ألَّا يَحتقِرَ مِن الصَّدقةِ شيئًا، ولو كان قليلًا؛ فإنَّه ينفَعُ المُتصدِّقَ، وينفَعُ المُتصَدَّقَ عليه.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن التَّسويفِ في إخراجِ الزَّكاةِ؛ لأنَّه قد يكونُ التَّأخيرُ سببًا في عدَمِ وُجودِ مَن يَقْبَلُها.
وفيه: علامةٌ مِن علاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: دليلٌ على قَبولِ الصَّدقةِ ولو قَلَّتْ.
وفيه: إشارةٌ إلى ترْكِ احتِقارِ القَليلِ مِن الصَّدقةِ وغيرِها، والحضُّ على ألَّا يَحقِرَ شيئًا مِن المعروفِ، قولًا وفِعلًا، وإنْ قَلَّ.

Share the post

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الديكوروالمنزل
اعلان
تصنيفات
اعلان